عثمان المصاحف بعد ذلك:
حدثنا عبد الله بن سعيد ومحمد بن عثمان العجلي قالا: ثنا أبو أسامة،

= أخرجه النسائي في "الفضائل" "٩" من طريق أبي داود، وأحمد في "العلل" "٣٧٢٣ - رواية عبد الله" عن إسحاق بن يوسف، كلاهما عن الثوري. ونظر الدارقطي -كما في "العلل" "٥/ ٢٣٧"- في هذا الاختلاف، ورجَّحَ رواية الثوري، ويقصد الدارقطني أن شيخ الوليد بن قيس هو "القاسم"؛ وذلك أنه قد وقع في اسمه اختلاف: هل هو "عثمان بن حسان" أو "القاسم بن حسان"؟ فقال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" "٣/ ١/ ١٤٨": "عثمان بن حسان العامري، ويقال: القاسم بن حسان، وبعثمان أشبه، روى عن فلفلة الجعفي، روى عنه أبو همام الوليد بن قيس، سمعت أبي يقول ذلك". أ. هـ. وأخرج البخاري في "التاريخ الكبير" "٣/ ٢/ ٢١٩" هذا الحديث مختصرًا في ترجمة عثمان بن حسان العامري، وأشار إلى رواية سفيان، فالظاهر من صنيعهما أن الأصوب أنه: "عثمان" لا "القاسم"، وقد رواه أحمد في "العلل" "٣٧٢٤" قال: حدثنا أبو أسامة بحفظه، قال: أخبرني سفيان وزهير، عن الوليد بن قيس، عن القاسم بن حسان، عن فلفلة الجعفي... فذكره، فهذا يؤيد ما ذهب إليه الدارقطني، إلّا أن يكون أبو أسامة وهم على زهير فيه. وسواء كان هذا أو ذاك فهو مجهول الحال، وعثمان لم أر من روى عنه غير الوليد بن قيس، وفلفلة الجعفي ذكره ابن حبان في "الثقات" وروى عنه جمع من الثقات، وقال ابن سعد: "قليل الحديث".
وقال الهيثمي "٧/ ١٥٢-١٥٣": "فيه عثمان بن حسان العامري، وقد ذكره ابن أبي حاتم ولم يجرحه ولم يوثقه؛ وبقية رجاله ثقات"! وقال شيخنا أبو عبد الرحمن الألباني -حفظه الله تعالى- في "الصحيحة" "٢/ ١٣٥": "وهذا إسناد جيد موصول، رجاله كلهم ثقات معروفون، غير فلفلة هذا... ". كذا! ولم يلتفت شيخنا -أيده الله- إلى الاختلاف على الوليد بن قيس في سنده، وسواء كان هو القاسم أو عثمان، فهل في أحدهما توثيق معتبر؟!


الصفحة التالية
Icon