بنى أسيد قال: لما دخل المصريون على عثمان ضربوه بالسيف على يده، فوقعت على: ﴿فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ﴾ فمدَّ يده وقال: والله إنها لأول يد خطت المفصَّل.
وقال أيضًا١: حَدَّثَنَا أبو الطاهر، ثنا ابن وهب قال: سألت مالكا عن مصحف عثمان فقال لى: ذهب.
يحتمل أنه سأله عن المصحف الذى كتبه بيده، ويحتمل أن يكون سأله عن المصحف الذى تركه فى المدينة، والله أعلم.
"قلت": وقد كانت الكتابة فى العرب قليلة جدا، وإنما أول ما تعلموا ذلك، ما ذكره هشام بن محمد بن السائب الكلبى وغيره، أن بشر بن عبد الملك أخا أكيدر دومة تعلم الخطَّ من الأنبار، ثم قدم مكة فتزوج الصهباء بنت حرب بن أمية؛ أخت أبى سفيان صخر بن حرب بن أمية، فعلَّمَه حرب بن أمية وابنه سفيان، وتعلَّمه عمر بن الخطاب من حرب بن أمية، وتعلمه معاوية من عمه سفيان بن حرب.
وقيل: إنَّ أوَّل من تعلَّمه من الأنبار قومٌ من طيئ، من قرية هناك يقال لها: بقة، ثم هذبوه ونشروه فى جزيرة العرب، فتعلمه الناس.
ولهذا قال أبو بكر بن٢ أبى داود: حدَّثَنَا عبد الله بن محمد الزهري "إن شاء الله"٣، ثنا سفيان عن مجاهد، عن الشعبى قال: سألنا المهاجرين: من أين تعلمتم الكتابة؟ قالوا: من أهل الأنبار.

١ أخرجه ابن أبي داود "ص٣٥" وسنده صحيح.
٢ أخرجه ابن أبي داود "ص٤" وسنده صحيح إلى الشعبي.
٣ ساقط من "أ" و"ل".


الصفحة التالية
Icon