بخلاف العكس فلا يوصف اللين بالمد إلا إذا كان هناك سبب يقتضي المد كما سيأتي ذكر ذلك عند الكلام على أسباب المد الفرعي.
وقد أشار العلامة الجمزوري في تحفته إلى حروف المد وحرفي اللين وشروط كل بقوله:
حروفُه ثلاثةٌ فعِيهَا | من لفظِ واي وهي في نوحيها |
والكسرُ قَبْلَ اليا وقَبْلَ الواو ضم | شرطٌ وفتحٌ قبْلَ ألف يلْتزمْ |
واللينُ منها اليا وواوٌ سكَنَا | إن انفتاحٌ قبلَ كلٍّ أُعلِنا اهـ |
ينقسم المد إلى قسمين:
الأول: المد الأصلي.
والثاني: المد الفرعي.
ولكل منهما حد يخصه وحقيقة يتميز بها عن الآخر وإليك الكلام على كل منهما.
الكلام على المد الأصلي "الطبيعي"
ويسمى بالمد الطبيعي أيضاً وهو الذي لا تقوم ذات حرف المد إلا به. ولا يتوقف على سبب من أسباب المد الفرعي الآتية بعد: بل يكفي فيه وجود حرف المد واللين.
وضابطه ألا يقع بعد حرف المد واللين همز ولا سكون نحو ﴿قَالُواْ وَأَقْبَلُواْ عَلَيْهِمْ مَّاذَا تَفْقِدُونَ﴾ [يوسف: ٧١] ﴿الذى يُوَسْوِسُ﴾ [الناس: ٥].
وسمي طبيعيّاً لأن صاحب الطبيعة السليمة لا ينقصه عن حده ولا يزيده عليه. وسمي أصليّاً لأنه أصل لجميع المدود وكما يسمى بالطبيعي وبالأصلي يسمي أيضاً بالمد الذاتي وبمد الصيغة.