ثانيا: مواضع الوصل:
"١" الوصل بين المفردات:
وصل القرآن الكريم بأدوات الربط، ولم يقتصر على حروف العطف كما سنرى، وقد توقف الجرجاني عند "إن" التي تغني غناء الفاء العاطفة، وضرب أمثلة عديدة من القرآن الكريم منها: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ﴾ ١، وقوله تعالى: ﴿يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ﴾ ٢ وغيرها٣.
وتوقف أيضا عند الوصل بـ "الذي" ليكون وصلة إلى وصف المعارف بالجمل، كما اجتلب الحرف "ذو" ليتوصل إلى الوصف بأسماء الأجناس: نحو: مررت بزيد الذي أبوه منطلق، ونحو: مررت برجل ذي مال٤.
وتوقف الزمخشري عند حرف الجر "على"٥، و"لام الجر"٦ و"إلى"٧ و"قد"٨ و"ربما"٩ وأداتي الشرط "إن" و"إذا"١٠.
والمتتبع لمعاني أدوت الربط في القرآن يلحظ ظاهرة جديرة بالدرس، وهي أن الأداة بمعناها العام حيث تربط بين معنيين أو تفصل بينهما تكتسب معنى جديدا إضافيا، مما نستطيع معه أن نحدد المعنى الأصلي للأداة -بلا اطراد- والمعاني الإضافية التي اكتسبتها من وصلها أو قطعها. يقول الزركشي في الكلام على المفردات من الأدوات "... ولهذا توزع الكلام على حسب مواقعها"، "أي
٢ لقمان: ١٧.
٣ الدلائل ٣١٦، ٣١٧.
٤ الدلائل ١٩٩.
٥ انظر ص١١٥ من البحث.
٦ انظر ص١١٥ من البحث.
٧ انظر ص١١٦ من البحث.
٨ انظر ص١١٦ من البحث.
٩ انظر ص١١٧ من البحث.
١٠ انظر ص١١٧ من البحث.