ائْتِ الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ، قَوْمَ فِرْعَوْنَ} ١، وبالبدل مثل قوله تعالى: ﴿اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ، صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ﴾ ٢، وبالاختصاص، ومن ذلك قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ﴾ ٣. يقول الزمخشري: ويجوز أن يجري مجرى قولك: "سرني زيد وحسن حاله، وأعجبت بعمرو وكرمه، وفائدة هذا الأسلوب، الدلالة على قوة الاختصاص، ولما كان رسول الله ﷺ من الله بالمكان الذي لا يخفى، سلك به ذلك المسلك"٤.
٤- حسن النسق:
وكما يبرز جمال الصياغة في الإيضاح والإيجاز وتثبيت المعنى في نفس المخاطب، يقوم حسن الترتيب بدوره في إضفاء البهاء والفخامة على العبارة، وقد رأينا كيف نسقت المفردات في الجملة نسقا محكما، فقدم الأدل على القدرة الإلهية في قوله تعالى: ﴿وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُودَ الْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ وَكُنَّا فَاعِلِينَ﴾ ٥، وقدم الأصل على الفرع في قوله تعالى: ﴿الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِئَةَ جَلْدَةٍ﴾ ٦، وقدم الأشد على الأخف على الممكن في قوله تعالى: ﴿وَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا لِجَنْبِهِ أَوْ قَاعِدًا أَوْ قَائِمًا﴾ ٧، وكذلك في الجمل، قدم الأعرق في القدرة على ما دون ذلك٨، وقدم الأكثر في العدد على
٢ الفاتحة: ٦، ٧.
٣ الفاتحة: ١.
٤ الكشاف ٣/ ٥٥٣.
٥ الأنبياء: ٧٩، والكشاف ٢/ ٥٨٠.
٦ النور: ٢، والكشاف ٣/ ٥٠.
٧ يونس: ١٢، والكشاف: ٢/ ٢٢٧.
٨ كما في قوله تعالى: ﴿وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ مَاءٍ فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى بَطْنِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى رِجْلَيْنِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى أَرْبَعٍ﴾ [النور: ٤٥]، والكشاف ٣/ ٧١.