فلننظر مثلا إلى سورة "المطففين" وتبدأ بآية:
﴿وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ﴾ "١".
وهذا هو الموضوع الرئيسي الذي ستتلاحق أجزاؤه لتصب فيه، تقول الآيات:
﴿الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ﴾ "٢".
﴿وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ﴾ "٣".
﴿أَلا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ﴾ "٤".
ولنأخذ مثلا آخر، قوله تعالى في سورة "الانشقاق" التي بدأت آياتها هكذا:
﴿إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ﴾ "١".
﴿وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ﴾ "٢".
﴿وَإِذَا الأَرْضُ مُدَّتْ﴾ "٣".
﴿وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ﴾ "٤".
﴿وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ﴾ "٥".
﴿يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ﴾ "٦".
فالآية الأولى والثانية في نسق، والثالثة والرابعة والخامسة في نسق، أما السادسة فهي الموضوع الرئيسي "إن هذا المخلوق المغرور مهما أوتى من قوة وجبروت، فإنه يسعى حثيثا لنهاية محتومة، يلقى فيها ذا العرش المجيد، الفعال لما يريد، واللقاء المحقق سيكون يوم القيامة، وفيه تتجلى عظمة الخالق وهوان المخلوق". إذا، انشقاق السماء مشهد من مشاهد يوم القيامة، وزوال الجبال والآكام واستواء ظهرها مشهد، وخلو الأرض من كل ما في باطنها مشهد، أما انقياد السماء لربها وانصياعها لأمره سبحانه فجزء من بيان عظمة ذي القوة المتين، وكذا ما فعلت الأرض -وإذا كان هذا شأن السماء والأرض، فما بال