الإنسان الذي ينتظره الموت ليلقيه أمام خالقه الواحد القهار، أحداث تلو أحداث، تتصاعد إلى أن تصل إلى الذروة، إلى قمة الحدث الأعظم ﴿إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ﴾.
والأمثلة عديدة، يلعب فيها فن الوصل دورا بارزا، يقدم لب الموضوع ثم تأتي أجزاؤه، أو تتعدد الأجزاء ثم تنتهي بلب الموضوع، بقمة الحدث.
ففي سورة "النبأ" تتحدث الآيات عن النبأ العظيم، عن البعث الذي يتساءل عنه الناس، وبعد تقديم السؤال تأتي الإجابة مصورة عظمة الله تعالى بما يؤكد قدرته على البعث في ميقاته المقدر، تقول الآيات:
﴿أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا﴾ "٦".
﴿وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا﴾ "٧".
﴿وَخَلَقْنَاكُمْ أَزْوَاجًا﴾ "٨".
﴿وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتًا﴾ "٩".
﴿وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا﴾ "١٠".
﴿وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا﴾ "١١".
﴿وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعًا شِدَادًا﴾ "١٢".
﴿وَجَعَلْنَا سِرَاجًا وَهَّاجًا﴾ "١٣".
﴿وَأَنْزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ مَاءً ثَجَّاجًا﴾ "١٤".
﴿لِنُخْرِجَ بِهِ حَبًّا وَنَبَاتًا﴾ "١٥".
﴿وَجَنَّاتٍ أَلْفَافًا﴾ "١٦".
﴿إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتًا﴾ "١٧".
فالقادر على كل هذه العظائم قادر على بعث الناس يوم القيامة، بل إن بعثهم لأمر هين في قدرة الواحد الأحد الذي جعل الأرض مهادا والجبال أوتادا وخلقنا أزواجا وبنى فوقنا سبعا شدادا.