"ج" طرح الواو وهو المشهور.
٣- الفصل في المفردات مدخل إلى الفصل في الجمل:
يقول: "كما كان في الأسماء ما يصله معناه بالاسم قبله، فيستغنى بصلة معناه له عن واصل يصله ورابط يربطه، وذلك كالصفة التي لا تحتاج في اتصالها بالموصوف إلى شيء يصلها به، وكالتأكيد لا يفتقر كذلك إلى ما يصله بالمؤكَّد، كذلك يكون في الجمل ما تتصل من ذات نفسها بالتي قبلها، وتستغنى بربط معناها لها عن حرف عطف يربطها. فإذا قلت: "جاءني زيد الظريف" و"جاءني القوم كلهم" لم يكن "الظريف" و"كلهم" غير زيد وغير القوم١.
٤- الفصل في الجمل:
ويكون في الجمل ما تتصل من ذات نفسها بالتي قبلها، وتستغنى بربط معناها لها عن حرف عطف بربطها وهي:
"أ" كل جملة كانت مؤكدة للتي قبلها ومبينة لها، وكانت إذا حصلت لم تكن شيئا سواها، كما لا تكون الصفة غير الموصوف، والتأكيد غير المؤكد، ومثال ما هو من الجمل كذلك. مثل قوله تعالى: ﴿الم، ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ﴾ ٢ قوله: ﴿لا رَيْبَ فِيهِ﴾ بيان وتوكيد وتحقيق لقوله تعالى: ﴿ذَلِكَ الْكِتَابُ﴾ وزيادة تثبيت له وبمنزلة أن نقول: "هو ذلك الكتاب هو ذلك الكتاب"٣.
ومثله قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ، خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ
٢ البقرة: ١، ٢.
٣ الدلائل ٢٢٧.