٣- وتصل بين النقائض لعلاقة:
"وكذلك ينبغي أن يكون الخبر عن الثاني مما يجري مجرى الشبيه والنظير أو النقيض للخبر عن الأول. فلو قلت: "زيد طويل القامة وعمرو شاعر"، كان خلفا، لأنه لا مشاكلة، ولا تعلق بين طول القامة وبين الشعر، وإنما الواجب أن يقال:
"زيد كاتب وعمر شاعر"، و"زيد طويل القامة وعمرو قصير"، | وكذا السبيل أبدا، والمعاني في ذلك كالأشخاص١. |
الوصل بـ "إنَّ":
يقول الجرجاني: "اعلم أن من شأن "إن" أن تغني غناء الفاء العاطفة وأن تفيد من ربط الجملة بما قبلها أمرا عجيبا، فأنت ترى الكلام بها مستأنفا غير مستأنف، ومقطوعا موصولا معا، أفلا ترى أنك لو أسقطت "إن" من قول الشاعر:
بكرا صاحبيَّ قبل الهجير | إن ذاك النجاح في التبكير |
فغنها وهي لك الفداء | إن غناء الإبل الحداء |
............... إن غناء الإبل الحداء
ولماذا لا يكون أبو تمام قد عمد إلى هذا التنافر بجامع أن الله تعالى لا تخفى عليه خافية، ولعلاقة أن كرم أبي الحسين هو ما سيخفف عنه مرارة النوى، لأنه ما يبعد عن صاحبته إلا ليقصد أبا الحسين؟ انظر كتابي: "بديع التراكيب في شعر أبي تمام". ط دار منشأة المعارف، جملة القَسَم.
١ الدلائل ٢٢٥ و٢٢٦.
١ الدلائل ٢٢٥ و٢٢٦.