٥- الوصل في المفردات مدخل لمعرفة الوصل في الجمل:
يقول: "ومعلوم أن فائدة العطف في المفرد أن يشرك الثاني في إعراب الأول، وأنه إذا أشركه في إعرابه فقد أشركه في حكم ذلك الإعراب، نحو: أن المعطوف على المرفوع بأنه فاعل مثله. والمعطوف على المنصوب بأنه مفعول به أو فيه أو له شريك له في ذلك١.
٦- الوصل في الجمل على ضربين:
"وإذا كان هذا أصله في المفرد، فإن الجمل المعطوف بعضها على بعض على ضربين:
الضرب الأول: أن يكون للمعطوف عليها موضع من الإعراب، وإذا كان كذلك كان حكمها حكم المفرد، وكان وجه الحاجة إلى الواو ظاهرا، والإشراك بها في الحكم موجودا. فإذا قلت: مررت برجل خلقه حسن وخلقه قبيح، كنت قد أشركت الجملة الثانية في حكم الأولى. وذلك الحكم كونها في موضع جر بأنه صفة للنكرة.
والضرب الثاني: وذلك بأن تعطف على الجملة العارية الموضع من الإعراب جملة أخرى، كقولك "زيد قائم وعمرو قاعد"، وإذا كان كذلك فينبغي أن تعلم المطلوب من هذا العطف والمغزى منه، ولِمَ لَم يستو بين أن تعطف وبين أن تدع العطف، فتقول: "زيد قائم وعمرو قاعد" بعد أن لا يكون هنا أمر معقول يؤتى بالعاطف ليشرك بين الأولى والثانية فيه؟ "٢.
وإذا كان المخبَر في الجملتين واحدًا، ازداد المعنى قوة بالواو "كقولنا هو يقول ويفعل، وينفع ويضر، فتكون أوجبت له الفعلين جميعا، وجعلته يفعلهما
٢ الدلائل ٢٢٣.