أخرى، وكذلك جمل الشرط إذا توالت يوصل مجموعها بمجموع جمل الجزاء مثل قوله تعالى: ﴿وَمَنْ يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْمًا ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئًا فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا﴾ [النساء: ١١٢].
وأما عن الفصل:
فهو استئناف معنى جديد، غير المعنى الذي سبقه، لكنه يتصل به في الاشتراك في المعنى العام للموضوع، فالوصل ربط المعنى الثاني بالأول وهما معا بالموضوع العام. والفصل قطع المعنى الثاني عن الأول اللذين يرتبطان معا بالموضوع العام.
ومن أدواته ترك العطف وضمير الفصل والجملة الاعتراضية.
- ويفصل بين المفردات كما يفصل بين الجمل.
- والجملة الثانية تفصل عن الأولى، إذا كانت صفة لها أو مؤكدة لها أو بدلا منها، فترك العطف، إما للاتصال إلى الغاية أو للانفصال إلى الغاية.
- ويكون الفصل بين الجمل إذا كانت الثانية منقطعة عن الأولى ولكنها تجيب عن سؤال منبثق من الأولى... إلخ.
وهكذا فثمة قواعد ثابتة يدور حولها الكلام، قواعد العطف والتوكيد والجملة الحالية، وكلها تهدف إلى خدمة المعنى، فاستحالة الفصل توجب الوصل والعكس، والمعنى الذي نضج عند صاحبه وأراد له الوصول إلى المخاطب لا بد أن يكتسى ما يوضحه أو يؤكده أو يثبته أو يوجزه بحيث يكون مؤثرا. وهنا قد يكون الوصل أفضل أو الفصل أبلغ، والحكم هو جلاء المعنى وفاعليته مع ذكاء المتكلم، لاستجابة المستمع.