تحليل عناصر الجمال:
وقد تمثلت عناصر الجمال في:
١- الجانب المنطقي.
٢- مراعاة مقتضى حال المخاطب.
أقول، إن تحليل جمال المضمون يساعد على مزجه بالشكل، فالشكل جزء من المضمون وليس إطارا خارجيا له، والمضمون مؤثر في الشكل وليس جزأه الداخلي، وتفصيل جوانب جمال المضمون تفصيل للعوامل التي أثرت في المعنيين المتتاليين ففصلت بينهما أو وصلت، والمعاني في ذلك -يقول الجرجاني- كالأشخاص١ يفيدهم الالتحام لهدف كما يفيدهم الانفصال لهدف. وهدفهما وضوح المعنى في أحسن صورة من اللفظ، فيخرج من النفس ليستقر في النفس.
١- الجانب المنطقي:
استحالة الوصل توجب الفصل، والعكس، يقول الجرجاني "ومما هو أصل في هذا الباب أنك ترى الجملة وحالها مع التي قبلها حال ما يعطف ويقرن إلى ما قبله، مثال ذلك، قوله تعالى: ﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ، أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لا يَشْعُرُونَ﴾ ٢ إنما جاء ﴿إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ﴾ مستأنفا مفتتحا بألا، لأنه خبر من الله تعالى بأنهم كذلك -والذي قبله من قوله: ﴿إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ﴾ حكاية عنهم، فلو عطف للزم عليه مثل الذي قدمت ذكره من الدخول في الحكحاية، ولصار خبرا من اليهود ووصفا منهم لأنفسهم بأنهم مفسدون، ولصار كأنه قيل: "قالوا إنما نحن مصلحون، وقالوا إنهم هم المفسدون"، وذلك ما لا يشك في فساده٣.
٢ البقرة: ١١، ١٢.
٣ الدلائل ٢٣٢.