٤- الفصل بالاستثناء المنقطع:
في قوله تعالى: ﴿وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لَا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلَّا أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ﴾ ١. يقول: ﴿إِلَّا أَمَانِيَّ﴾ إلا ما هم عليه من أمانيهم وأن الله يعفو عنهم ويرحمهم ولا يؤاخذهم بخطاياهم... "، ﴿إِلَّا أَمَانِيَّ﴾ من الاستثناء المنقطع٢.
٥- الفصل بـ "بل":
وتكون للإضراب وللاستدراك.
أما الإضراب، فلا يتوقف على إلغاء الصفة وإثبات أخرى مثل ما في الآية الكريمة ﴿فَمَا آَتَانِيَ اللَّهُ خَيْرٌ مِمَّا آَتَاكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بِهَدِيَّتِكُمْ تَفْرَحُونَ﴾ ٣ فلما نكر عليهم الإمداد، وعلل إنكاره، أضرب عن ذلك إلى بيان السبب الذي حملهم عليه"٤ بل يكون الإضراب بإلغاء الصفة الجديدة التي أثبتت، بصفة أخرى أقوى منها وأشد، ففي قوله تعالى: ﴿قُلْ لَنْ تَتَّبِعُونَا كَذَلِكُمْ قَالَ اللَّهُ مِنْ قَبْلُ فَسَيَقُولُونَ بَلْ تَحْسُدُونَنَا بَلْ كَانُوا لَا يَفْقَهُونَ إِلَّا قَلِيلًا﴾ ٥ فالإضراب الأول معناه: رد أن يكون حكم الله أن يتبعوهم وإثبات الحسد، والثاني: إضراب عن وصفهم بإضافة الحسد إلى المؤمنين إلى وصفهم بما هو أطم منه وهو الجهل وقلة الفقه"٦.
أما الاستدراك: ففي قوله تعالى: ﴿أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مَالٍ وَبَنِينَ،
٢ الكشاف ١/ ٢٩٢.
٣ النمل: ٣٦.
٤ الكشاف ٣/ ١٤٨ وانظر إلى تفسيره قوله تعالى: {بَلْ عَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ﴾ ﴿بَلْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ﴾ [ق: ٢ و٥]، والكشاف ٤/ ٤.
٥ الفتح: ١٥.
٦ الكشاف ٣/ ٥٤٥.