نُسَارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْرَاتِ بَل لَا يَشْعُرُونَ} ١. يقول الزمخشري بل استدراك لقوله تعالى: ﴿أَيَحْسَبُونَ﴾، يعني بل هم أشباه البهائم لا فطنة بهم ولا شعور حتى يتأملوا ويتفكروا في ذلك أو استدراج أم مسارعة في الخير٢.
٦- الفصل بـ "أم" المنقطعة:
وسميت المنقطعة، لوقوعها بين جملتين مستقلتين، ولا يفارقها حينئذ معنى الإضراب٣، وفي الكشاف يتوقف الزمخشري عند قوله تعالى: ﴿وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ، أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ﴾ ٢. يقول: أم حسبتم "أم" منقطعة، ومعنى الهمزة فيها للتقرير وإنكار الحسبان واستبعاده، ولما ذكر ما كانت عليه الأمم من الاختلاف على النبيين بعد مجيء البينات تشجيعا لرسول الله ﷺ والمؤمنين على الثبات والصبر مع الذين اختلفوا من المشركين وأهل الكتاب وإنكارهم لآياته وعدوانهم له، قال لهم على طريقة الالتفات التي هي أبلغ ﴿أَمْ حَسِبْتُمْ﴾ ٣.
٢ الكشاف ٣/ ٣٥.
٣ انظر حاشية الصبان على شرح الأشموني ٣/ ١٠٤، ط الحلبي، وشرح ابن عقيل ٢/ ٢٨٦، تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد، ط السعادة، وانظر النحو الوافي لعباس حسن - ٣/ ٥٩٧ ط٤، دار المعارف.
٤ البقرة: ٢١٣، ٢١٤.
٥ الكشاف ١/ ٣٥٥، ومثلها في هذا، قوله تعالى: ﴿وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ، أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ﴾ [آل عمران: ١٤٢]، والكشاف ١/ ٤٦٦. وقوله تعالى: ﴿وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ، أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تُتْرَكُوا وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ﴾ [التوبة: ١٥ و١٦]، والكشاف ٢/ ١٧٨. وقوله تعالى: ﴿وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ، أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ﴾ [هود: ١٢ و١٣]، والكشاف ٢/ ٢٦١.