قوله تعالى (أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ)
قال الحاكم: حدثنا أبو عبد الله عبد بن يعقوب الحافظ، ثنا حامد بن أبي حامد المقري، ثنا إسحاق بن سليمان الرازي قال: سمعت طلحة بن عمرو وسئل عن قول الله عز وجل (أو إطعام في يوم ذي مسغبة) ؟ فقال: ثنا محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "من موجبات المغفرة إطعام المسلم السغبان".
هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه (المستدرك ٢/٥٢٤ - ك التفسير) وصححه الذهبي وابن الملقن.
أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد (في يوم ذي مسغبة) قال: الجوع.
قوله تعالى (يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ (١٥) أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ)
انظر سورة البقرة آية (٨٣) لبيان (اليتيم).
قال ابن كثير: (ذا مقربة) أي: ذا قرابة منه، قاله ابن عباس وعكرمة والحسن والضحاك والسدي، كما جاء في الحديث الذي رواه الإمام أحمد: حدثنا يزبد، أخبرنا هشام عن حفصة بنت سيرين عن سلمان بن عامر قال: سمعت رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يقول: "الصدقة على المسكين صدقة، وعلى ذي الرحم اثنتان: صدقة وصلة". وقد رواه الترمذي والنسائي، وهذا إسناد صحيح.
وهو كما قال الحديث (المسند ٤/٢١٤)، وفي سنن الترمذي (الزكاة، ب ما جاء في الصدقة على ذي القرابة ح٦٥٣) كما في (تحفة الأحوذي ٣/٣٣٤- ٣٣٥)، وسنن النسائي (الزكاة، ب الصدقة على الأقارب ٥/٩٢).
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس: (أو مسكينا ذا متربة) قال: شديد الحاجة.
قوله تعالى (ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ) قال البخاري: حدثنا عبد بن سلام، أخبرنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن زيد بن وهب وأبي ظبيان، عن جرير بن عبد الله قال: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لا يرحم الله من لا يرحم الناس".
(الصحيح ١٣/٣٧٠ ح٧٣٧٦ - ك التوحيد، ب قول الله تبارك وتعالى: (قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن))، أخرجه مسلم (الصحيح ٤/١٨٠٩ ح٢٣١٩) من طريق أبي معاوية وغيره عن الأعمش به.