الفرار من الزحف والنصر من عند الله
[سورة الأنفال (٨) : الآيات ١٥ الى ١٩]
يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفاً فَلا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبارَ (١٥) وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلاَّ مُتَحَرِّفاً لِقِتالٍ أَوْ مُتَحَيِّزاً إِلى فِئَةٍ فَقَدْ باءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْواهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (١٦) فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ وَما رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلكِنَّ اللَّهَ رَمى وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلاءً حَسَناً إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (١٧) ذلِكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ مُوهِنُ كَيْدِ الْكافِرِينَ (١٨) إِنْ تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جاءَكُمُ الْفَتْحُ وَإِنْ تَنْتَهُوا فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَإِنْ تَعُودُوا نَعُدْ وَلَنْ تُغْنِيَ عَنْكُمْ فِئَتُكُمْ شَيْئاً وَلَوْ كَثُرَتْ وَأَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ (١٩)
الإعراب:
زَحْفاً منصوب على الحال أي متزاحفين، ويجوز أن يكون حالا للكفار.
إِلَّا مُتَحَرِّفاً لِقِتالٍ حال من فاعل: يُوَلِّهِمْ والاستثناء مفرغ، أو منصوب على الاستثناء أي ومن يولهم إلا رجلا متحرفا.
ذلِكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ مُوهِنُ كَيْدِ الْكافِرِينَ ذلِكُمْ: خبر مبتدأ مقدر، تقديره: والأمر ذلِكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ مُوهِنُ عطف على ذلِكُمْ، وتقديره: والأمر أن الله موهن.
وَأَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ عطف على ذلكم، وتقديره: والأمر أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ. ومن قرأ «وإن» بالكسر فعلى الابتداء والاستئناف.
البلاغة:
إِنْ تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جاءَكُمُ الْفَتْحُ الخطاب للمشركين على التهكم مثل: ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ [الدخان ٤٤/ ٤٩].