قَالَ تَعَالَى: (الْأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا وَأَجْدَرُ أَلَّا يَعْلَمُوا حُدُودَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) (٩٧).
قَوْلُهُ تَعَالَى: (وَأَجْدَرُ أَنْ لَا يَعْلَمُوا) : أَيْ: بِأَنْ يَعْلَمُوا.
قَالَ تَعَالَى: (وَمِنَ الْأَعْرَابِ مَنْ يَتَّخِذُ مَا يُنْفِقُ مَغْرَمًا وَيَتَرَبَّصُ بِكُمُ الدَّوَائِرَ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ وَاللَّهُ سُمَيْعٌ عَلِيمٌ) (٩٨).
قَوْلُهُ تَعَالَى: (بِكُمُ الدَّوَائِرَ) : يَجُوزُ أَنْ تَتَعَلَّقَ الْبَاءُ بِـ (يَتَرَبَّصُ) وَأَنْ يَكُونَ حَالًا مِنَ الدَّوَائِرِ.
(دَائِرَةُ السَّوْءِ) : يُقْرَأُ بِضَمِّ السِّينِ، وَهُوَ الضَّرَرُ، وَهُوَ مَصْدَرٌ فِي الْحَقِيقَةِ يُقَالُ سُؤْتُهُ سُوءًا وَمَسَاءَةً وَمَسَائِيَةً.
وَيُقْرَأُ بِفَتْحِ السِّينِ وَهُوَ الْفَسَادُ وَالرَّدَاءَةُ.
قَالَ تَعَالَى: (وَمِنَ الْأَعْرَابِ مَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَيَتَّخِذُ مَا يُنْفِقُ قُرُبَاتٍ عِنْدَ اللَّهِ وَصَلَوَاتِ الرَّسُولِ أَلَا إِنَّهَا قُرْبَةٌ لَهُمْ سَيُدْخِلُهُمُ اللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (٩٩).
قَوْلُهُ تَعَالَى: (قُرُبَاتٍ) : هُوَ مَفْعُولٌ ثَانٍ لِـ «يَتَّخِذُ»..
وَ (عِنْدَ اللَّهِ) : صِفَةٌ لِقُرُبَاتٍ، أَوْ ظَرْفٌ لِـ «يَتَّخِذُ»، أَوْ لِقُرُبَاتٍ.
(وَصَلَوَاتِ الرَّسُولِ) : مَعْطُوفٌ عَلَى مَا يُنْفِقُ تَقْدِيرُهُ: وَصَلَوَاتِ الرَّسُولِ قُرُبَاتٍ.
وَ: قُرْبَةٌ بِسُكُونِ الرَّاءِ، وَقُرِئَ بِضَمِّهَا عَلَى الْإِتْبَاعِ.
قَالَ تَعَالَى: (وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) (١٠٠).
قَوْلُهُ تَعَالَى: (وَالسَّابِقُونَ) : يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مَعْطُوفًا عَلَى قَوْلِهِ «مَنْ يُؤْمِنُ» تَقْدِيرُهُ: وَمِنْهُمُ السَّابِقُونَ.