ارجَحَ قليلاً، وذلك كما تقدم من وسط الحال عند الخروج من الشِّعب.
والرابع فيه قوة وضعف، وضعفه أكثر، فإن فيه للضعف ثلاث
صفات، وللقوة صفتين. وذلك كما كان حال النبي - ﷺ - عند آخر أمره بمكة الشرّفة حين مات الوزيران: خديجة رضي الله عنها، وعمه أبو طالب.
ولكن ربما كانت الصفتان القويتان غالبتين على الصفات الضعيفة، بما
فيهما بالانتشار بالصفير، والجمع الذي مضت الِإشارة إليه، من الإِشارة
إلى ضخامة تكون باجتماع أنصار كما وقع من بيعة الأنصار.
والخامس - وهو الأخير - كله قوة، كما وقع بعد الهجرة عند اجتماع
الكلمة وظهور العظمة، كما قال - ﷺ -: "فلما هاجرنا انتصفنا من القوم، وكانت سجال الحرب بيننا وبينهم ".
ثم تكاملت القوة عند تكامل الاجتماع، بعد قتال أهل الردة، بعد
موته: - ﷺ -، لا جرم، انتشر - بعد الاجتماع - أهل هذا الدين في أقطار الأرض يميناً وشمالًا فما قام لهم مخالف، ولا واقفتهم أمة من الأمم على ضعف حالهم وقلتهم، وقوة غيرهم وكثرتهم، إلا ومروا عليهم، فجعلوها كأمس الذاهب. وقد جمعت هذه الحروف - كما مضى - وصفي المجهورة والمهموسة، وكانت المجهورة أغلبها، إشارة إلى ظهور هذا الدين على كل دين كما حققه شاهد الوجود، وصنفا المنقوطة والعاطلة.
وكانت كلها عاطلة - إلا حرفاً واحداً - إشارة إلى أن أحسن أحوال
المؤمن: