في المستقبل متجددًا خالدًا إلى قيام الساعة ﴿سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ﴾ [فصلت: ٥٣].
وكذلك الأمر في قضية تكوير الأرض؛ لتكور الليل على النهار، وتكور النهار على الليل، مما يدل على أن الأرض كروية الشكل؛ فالقرآن الكريم في تصويره لتكوير الليل على النهار، وتكوير النهار على الليل أثبت كروية الأرض للإنسان منذ خمسة عشر قرنًا، قال تعالى: ﴿خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى أَلَا هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ﴾ [الزمر: ٥].
وتأمل تصوير الليل متقدمًا على النهار في أكثر من خمسين مرة، تجده قد تنوع تنوعًا بديعًا ومعجزًا، فتارة يكون مع الجعل وتارة مع التسبيح أو الاختلاف أو التكوير، وهكذا مما سنقف معه بإشارات تفتح الطريق أمام الباحثين.
تصوير الليل والنهار في آيات الجعل:
صور القرآن الكريم الليل والنهار بـ"الجعل"، بمعنى أن الله -عز وجل- صير الليل والنهار، وهيأهما لعباده ليتمتعوا بنعم الله -عز وجل- بالليل، فيسكنوا فيه ويستريحوا ويتأملوا إلى غير هذا من النعم التي تتلاءم مع الليل، فتأتي متقدمة لتقدم الليل، وليتمتعوا أيضًا بنعم الله -سبحانه وتعالى- بالنهار فينتشروا في الأرض، ويبتغوا من فضل الله إلى غير هذا من النعم التي تتلاءم مع النهار؛ فتتأخر عن نعم الليل، لتأخر