الليل والنوم فيه، وبما يتلاءم مع مطالب الحياة من كدٍّ وسعي وتحصيل، وتمتع الإنسان بما لذَّ وطاب من متاع الحياة الدنيا في النهار؛ لذلك وجب على الإنسان أن يشكر ربه؛ فيسبح الوهاب المنعم على عباده بهذه النعم بالليل والنهار، وينزِّه الله -عز وجل- بالوحدة والتقديس؛ فهو وحده الجدير بالعبادة والتنزيه والحمد والثناء؛ فجاء التسبيح مع الليل والنهار سبع مرات في القرآن الكريم في هذا البحث.
قال تعالى: ﴿فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى﴾ [طه: ١٣٠]، جاء التسبيح مع الليل والنهار هنا مرتين، فالتسبيح مرة، والأخرى آناء الليل، وأطراف النهار، وقال تعالى: ﴿يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ﴾ [الأنبياء: ٢٠]، مرة واحدة، وقال تعالى: ﴿فَإِنِ اسْتَكْبَرُوا فَالَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ يُسَبِّحُونَ لَهُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُمْ لَا يَسْأَمُونَ﴾ [فصلت: ٣٨]، مرة واحدة.
وقال تعالى: ﴿فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ، وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَأَدْبَارَ السُّجُودِ﴾ [ق: ٣٩، ٤٠]، فاقتران الليل مع النهار هنا جاء مرة واحدة، وهي التسبيح قبل طلوع الشمس، والمراد الليل، وقبل الغروب والمراد النهار، أما قوله تعالى: ﴿وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَأَدْبَارَ السُّجُودِ﴾ فقد اتفقت جماعة الصحابة والتابعين على أن زمن التسبيح هنا في الليل من أوله إلى آخره حتى الفجر ﴿وَمِنَ اللَّيْل﴾ أي: في بعض أجزاء الليل: أوله أو وسطه أو