المعاني والمشاهد في جلال التصوير القرآني المعجز.
وأما الآية الثانية فهي في قوله تعالى: ﴿أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى وَأَنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ﴾ [لقمان: ٢٩].
ويظهر الإعجاز هنا أيضًا في التصوير القرآني للإيلاج، فيولج الليل في النهار ليعم الضياء، وتخرج الشمس من خدرها، ويبتغي الناس من فضل الله عز وجل، ويسعى الخلق إلى معاشهم وأعمالهم، ويولج النهار في الليل، ليعم الظلام ويتألق القمر والنجوم، ويسكن الناس، ويستريحوا من جهاد العمل والكسب، نجد هذه المعاني وأكثر منها في التصوير القرآني لإيلاج الليل في النهار، ليكون ليلًا، بعد تصوير النهار، ليتلاءم مع القمر، الذي ورد متأخرًا عن الشمس، لأن القمر يتألق في الليل مع النجوم، الذي ورد متأخرًا عن الشمس، لأن القمر يتألق في الليل مع النجوم، هذه المعاني والمشاهد قطرة من بحر التصوير القرآني المعجز في كل مشهد ولكل معنى، وصدق الله العظيم إذ يقول: ﴿وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَذَا الْقُرْآنِ لِيَذَّكَّرُوا وَمَا يَزِيدُهُمْ إِلَّا نُفُورًا﴾ [الإسراء: ٤١]، وقال سبحانه وتعالى: ﴿قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا﴾ [الإسراء: ٨٨].
وأما الآية الثالثة في تصوير الإيلاج فهي قوله تعالى: ﴿ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ﴾ [الحج: ٦١].


الصفحة التالية
Icon