للأذقان سجدًا ويقولون متعجبين مبهورين من إعجازه وبديع تصويره:
"سبحان ربنا"، قال تعالى: ﴿وَبِالْحَقِّ أَنْزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا مُبَشِّرًا وَنَذِيرًا، وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلًا، قُلْ آمِنُوا بِهِ أَوْ لَا تُؤْمِنُوا إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا، وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولًا، وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا﴾ [الإسراء: ١٠٥- ١٠٩].
تعاقب الليل والنهار:
قال الله تعالى: ﴿وَآيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُمْ مُظْلِمُونَ﴾ [يس: ٣٧]، فالإعجاز في التصوير القرآني في هذه الآية الكريمة يبهر العقول، ويحير الأفئدة، فالتنكير في "آية" يدل على تعظيم الليل والنهار، وفي مضمونها العجيب، فالإبداع في خلق الليل والنهار وتعاقبهما في حركة متوازنة ومستمرة لا تتخلف، وتسخيرها للعوالم والمخلوقات من أعجب العجائب، تلك هي الصورة القرآنية الأولى، وأما الثانية في قوله تعالى: ﴿اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَار﴾ فهي صورة قرآنية بلغت حد الإعجاز في المعنى والمضمون وفي النظم القرآني، وفي الخيال القائم على التشبيه، وفي تقديم الليل عن النهار، فأما من حيث المعنى والمضمون، فلا يستطيع أحد أن يسير الليل والنهار متعاقبين إلى ما شاء وجل، فالليل والنهار آيتان من آيات الله -سبحانه وتعالى- العجيبة، التي اعتادها الإنسان، ولا يدري الأسرار الخفية في خلقهما وحركتهما


الصفحة التالية
Icon