مع حقائق الكون، بل يستجيب لحقائق العلم في كل عصر، ولا يتعارض معها مطلقًا، ويعطي لكل عقل حاجته ليزداد صاحبه إيمانًا على إيمانه، فالتصوير القرآني متجدد دائمًا مع الأجيال والعصور والتقدم العلمي والفكري والحضاري والإنساني، وهذا هو الإعجاز في كتاب الله -عز وجل- الخالد: ﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾.
دوران الشمس والقمر:
قال الله تعالى: ﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾ [يس: ٣٨-٤٠]، يظهر الإعجاز القرآني لحركة الشمس وتسابق القمر معها في إيقاع الحروف وموسيقى الكلمات، وحيوية التشخيص؛ فأما الموسيقى التصويرية لحركة الشمس البطيئة في قوله تعالى: ﴿تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا﴾ في مقابلة حركة القمر السريعة في قوله تعالى: ﴿حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ﴾ ؛ فقد انتهى العلماء حديثًا بأن الشمس تدور في مجرّتها حول محروها، وتجري في فلكها المستقر لها، فلا ينبغي لها أن تدرك القمر في سباقه، فجري الشمس دون سرعة القمر حول الأرض، التي تصل إلى درجة السباق، كما في قوله تعالى: ﴿وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَار﴾، فالشمس والقمر والأرض كل له فلكه، وإن كانت جري الشمس دونهما، ويتضح ذلك من الموسيقى القرآنية لحركة الشمس البطيئة الصادرة من الشدَّتين في "الشمس، ومستقر لها" مع حرفي اللين في "تجري-ولها"، كما ترى السباق السريع للقمر والأرض الصادر من الإيقاع السريع في قوله تعالى: {حَتَّى عَادَ


الصفحة التالية
Icon