فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ} [فاطر: ٢٩-٣٠]، ﴿وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا﴾ [الإسراء: ٨٢]، وعن أبي أمامة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: "من قرأ عشر آيات في ليلة لم يُكتب من الغافلين، ومن قرأ مائة آية كتب له قنوت ليلة، ومن قرأ مائتي آية كتب من القانتين، ومن قرأ أربعمائة آية كتب من الحافظين، ومن قرأ ستمائة آية كتب من الخاشعين، ومن قرأ ثمانمائة آية كتب من المخبتين، ومن قرأ ألف آية أصبح له قنطار والقنطار مائتا أوقية، والأوقية خير مما بين السماء والأرض، أو قال: خير مما طلعت عليه الشمس، ومن قرأ ألفي آية كان من الموجبين" "أي وجبت له الجنة" رواه الطبراني، وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليك السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفَّتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده" رواه مسلم وغيره.
وحينما عظم الله -عز وجل- ثواب القرآن في الدنيا بما تقدَم ذكره من تحقيق السعادة فيها، وفي الآخرة بأعظم وأخلد أنواع السعادة برضوان الله -عز وجل- لمن قرأه وعمل به، فشفَّعه فيه وأدخله الجنة، فإنما يحثُّ المؤمن على دوام قراءته وتعليمه لأهله وأولاده ورعيته؛ فهو مسئول عنهم، وعن الإنفاق على تعليمهم القرآن وعلومه، كما دلَّت الآيات السابقة في أدب قرآن معجز، والأحاديث الشريفة في بلاغتها الجامعة في أدب نبوي سام، يترك ذلك أثره البليغ والسريع في تأديب الأطفال وتربيتهم إذا ما تعلموها أو قرءوها في مراحل تعليمهم، وبالإضافة إلى ما سبق ما رواه جابر -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "القرآن شافع مشفع، وما