ونعمت، وإلا فيكفي الدين والخلق، وهذه الصفات: أن تكون من بيت معروف بالدين والصلاح، وأن تكون ودودًا ولودًا، فعن أنس -رضي الله عنه- قال: قال النبي -صلى الله عليه وسلم: "تزوجوا الودود الولود فإني مكاثر بكم الأمم يوم القيامة"، وأن تكون الزوجة بكرًا، لقوله -صلى الله عليه وسلم- لجابر -رضي الله عنه: "هلَّا بكرًا تلاعبها وتلاعبك" متفق عليه، وأن تكون جميلة، فالجمال أغضُّ للبصر وأكمل للمودة، وأسكن للنفس، وأعفُّ للسان، وألزم للحياء، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قيل يا رسول الله أي النساء خير، قال: "التي تسره إذا نظر وتطيعه إذا أمر، ولا تخالفه في نفسها ولا في ماله بما يكره" رواه أحمد والنسائي، وأن ينظر إليها إن تيسر له ذلك، دون أن تعلم مقصده، وهذا أفضل حتى لا ينكسر قلبها فيما لو تراجع عن خطبتها، أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- المغيرة بن شعبة أن ينظر إلى خطيبته، فقال: "انظر إليها فإنه أحرى أن يُؤدم بينكما"، وقال جابر -رضي الله عنه: "خطبت جارية من بني سلمة، فكنت أتخبأ لها حتى رأيت منها بعض ما دعاني إلى نكاحها"، قال تعالى: ﴿فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ﴾.
أما المخطوبة فقد حثَّها الإسلام أن يكون خطيبها قادرًا على تكاليف الزواج وأهلًا لتبعاته ومسئولياته، وتائقًا له، قال تعالى: ﴿وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ﴾ [النور: ٣٣]، وقال -صلى الله عليه وسلم: "يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء" والباءة: القدرة، والوجاء: الحفظ، وأن يكون خطيبها كفئًا في نفسه وجسده، وقويًّا في دينه وعقله، وحسنًا في خلقه وسلوكه، قال تعالى: ﴿وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ﴾ [التوبة: ٧١]، وقال -صلى الله عليه وسلم: "إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه وإلا أن تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير".