اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ} [التوبة: ٧١].
لهذه الهيئة الصالحة الطاهرة يسير في إطارها الأولاد على نفس المنهج والقدوة، تابعين لهم، قال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ﴾ [الطور: ٢١]، وهذه الآيات وغيرها تهدف إلى توفير الاستقرار النفسي والعصبي، والأمن الاجتماعي والاقتصادي للرجل والمرأة، ثم تهيئة الجو الصالح لتنشئة الأجيال على أحسن حال، والجو الهادئ الآمن المستقر هو الذي يعطي الثمرة المرجوة، والحياة السعيدة المجردة من التيه والاضطراب والقلق النفسي والروحي والعصبي والفكري، وتقضي على الكراهية والشحناء والعداوة والبغضاء، وقد جاءت المعاني كلها وأكثر منها مما يعلمه الله ولا نعلمه، في إيجاز معجز لقوله تعالى: ﴿نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُم﴾ [البقرة: ٢٢٣]، فالحرث يقتضي أن تكون الأرض خصبة معطاءة، وأن يتجاوب معها الفلاح باختيار البذرة الصالحة، وأن يصلح الأرض ويحرثها، وينقيها ويرويها ويرعاها، ويقيها ويسمدها، ويحافظ عليها وعلى ما فيها وهكذا، حتى تزهو وتثمر وتنضج، وتحصد لذة للآكلين، كذلك الشأن في الحياة الزوجية تمامًا، إنه القرآن الكريم؟!!
وبعد هذه المدرسة العملية والسلوك الإسلامي ينشأ الطفل في هذا المحيط الصالح، يتغذَّى فيه بروح الإسلام وشفافيته وصفائه، ويعيش في واقعه عمليًّا، ويتلقى تعاليمه ويمارسها بنفسه سلوكًا قويمًا مقتادًا بأبويه، لأن الإسلام ليس أمنية تتردَّد في الرأس، ولا ميراثًا يلقى بلا عمل ولا مجهود، قال تعالى: {لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ


الصفحة التالية
Icon