ثالثًا: أن تكون التربية والتعليم نابعة من منطق النصح والتوجيه قال تعالى: ﴿وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ﴾ [التوبة: ٧١]، ونابعة أيضًا من منطق التعاون والمشاركة، قال تعالى: ﴿وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ﴾ [المائدة: ٢]، ونابعة أيضًا من منطق التشاور والتجاوب، قال تعالى: ﴿وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُم﴾ [الشورى: ٣٨].
رابعًا: والتربية والتعليم حين يصدر عن الأبوين تكون نابعة من منطلق رعاية حدود الله وأوامره، فيقيمون مع أبنائهم جميعًا شريعة الله أمرًا ونهيًا، ويعرفون حدود الحلال والحرام، وكذلك الإحسان في العبادات والمعاملات، وفي الاجتماع والترفيه، ويعرفون أيضًا حدود الزينة وآداب الإسلام وخلقه، ومنهج الرسول وأصحابه في التربية.
وإذا قامت التربية والتعليم على الأسس السابقة، أصبح المنهج في سلوك التربية والتعليم منهجًا يسير على الجادة، ويبني النشء بناء سليمًا صالحًا، ويتكون تكوينًا علميًّا وجادًّا، وخاصة وأن الطفل يولد على الفطرة الصافية المستقيمة، قال تعالى: ﴿فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ﴾ [الروم: ٣٠]، وفيما رواه أبو هريرة -رضي الله عنه- قال النبي -صلى الله عليه وسلم: "ما من مولود إلا ويولد على الفطرة، فأبواه يهودانه أوينصرانه أو يمجسانه، كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء، هل تحسون فيها من جدعاء" "متفق عليه".


الصفحة التالية
Icon