وقال تعالى: ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ﴾ [الأنفال: ٢].
لهذا آثرت التعبير مع القرآن الكريم بـ" التصوير القرآني"، لتفرده بالإعجاز فيه، فهو أسمى ما عرفه البلغاء على الإطلاق قديمًا وحديثًا وفي كل عصر، على أن ينسب التصوير إلى القرآن؛ فينسب المصطلح إلى أصله، وما هو له، ويتصف الموصوف وهو "التصوير" بصفته وهو "القرآني" ليتصف بصفاته، وتنسحب عليه سماته وخصائصه، فنقول: "التصوير القرآني، ليكون خبرًا تتم به الفائدة، أي: "هذا هو التصوير القرآني"، أو يضاف "تصوير" إلى "القرآن"، فتقول: "تصوير القرآن"؛ فيأخذ المضاف حكم المضاف إليه، ويتصف بسماته وخصائصه، ليكون خبرًا تمَّ به الفائدة، أي: "هذا هو أدب القرآن"، أو خبرًا عن سمات الإعجاز، والتقدير: "الإعجاز في التصوير القرآني"، وهو عنوان الكتاب وأشرت إليه في مقدمته، فهذا أو ذاك هو الصنيع الوحيد والصحيح والأدق والأولى بجلال القرآن وقدسيته؛ لأنه كلام الله الخالق، وكتابه المقدس، وهو يختلف تمامًا عن كلام خلقه من البشر، وليس أدب القرآن مثل أدب خلق الله من الناس، حينئذ يكون التصوير منسوب إلى مصدره الإلهي الأعظم، فهو مختلف عن غيره من التعبيرات والمصطلحات النقدية في أدبهم، وعن الأوصاف التي وصف بها النقاد "التصوير القرآني" من القيم الفنية والبلاغية في الأدب والنقد، وأختلف معهم في كل ذلك؛ فئلا أعبّر مثهلم كما يعبرون فيقولون: "التصوير الأدبي في القرآن الكريم"؛ لأن هذا السلوك يقتضي تطبيق هذا المصطلح النقدي في الأدب الإنساني للبشر على


الصفحة التالية
Icon