القرآن الكريم، وعلى تصويره، مما يجعل القرآن الكريم -معاذ الله تعالى- نصًّا أدبيًّا مثل غيره من النصوص الأدبية شعرًا ونثرًا، يجري عليه أحكامها سواء بسواء، وهذا من وجهة نظري مرفوض عندي بكل مقومات الرفض ووسائله، لأنه لا يتناسب مع قداسة القرآن الكريم، لأنه لا يصح أن يوضع في مجال الموازنة، ولا المعادلة، ولا المقارنة، ولا التفاضل، حتى ولو عبر بعض النقاد بأن القرآن الكريم هو النص الأدبي الأول، مما يقتضي أن ما بعده الثاني والثالث؛ فقد وضعه في كفف الموازين النقدية مع النصوص الأدبية؛ لخلق الله -جل جلاله- كما يقول أحدهم بالنص: "منذ بدء الحياة الإسلامية، إذن أخذ القرآن مكان الصدارة بصفة كونه" النص الأدبي الأول "لهذه الأمة"١، ويقول أيضًا في موطن آخر: "ودارس القرآن من الوجهة الأدبية عليه ثانيًا أن يذكر أن القرآن نصّ أدبي، بل هو كتاب الأدب العربي الأول"٢.
وإذا تسامح بعضهم -وهو دون الأولى والأفضل- في قولهم: "التصوير الأدبي في القرآن الكريم"، وهو يريد أن يستخرج سمات القرآن في الصورة الأدبية، التي تختلف عن غيرها من التصوير الأدبي؛ فهذا أيضًا عندي غير مقبول، لأن هذا المصطلح يكون قاصرًا وغير دقيق وواضح، لأن القائل به قد وضعه في مقام سؤال، يحتاج إلى إجابة تكشف الغموض فيه، وبه تتم الفائدة كالشأن في خبر المبدأ، فإذا قلت: التصوير الأدبي في القرآن الكريم، يترتب عليه أسئلة، وهي: ما سمات هذا التصوير؟ وما صفته التي تريد تحديدها؟ وما مقوماته وعناصره؟
٢ المرجع السابق: ج١ ص٨.