والحماية كل يوم في الصباح، والصورة القرآنية في قوله تعالى: ﴿وَإِذَا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ﴾، فالشمس أثناء الغروب تمنع أشعتها الحرارية والضوئية عن باب الكهف على سبيل القطع، لأن الدلالات اللغوية والتصويرية لحروف "تقرضهم" وصيغتها تصور القطع والمنع عن شمالالواقف على باب الكهف، ولا يصل من أشعتها شيء مطلقًا وقت الغروب، بل تبتعد تمامًا، ولا يتأتى مكث الشمس فترة وجيزة عند الطلوع على باب الكهف، وانقطاعه عنه تمامًا وقت الغروب، إلا إذا كان الباب ناحية الشمال مائلًا إلى الشرق قليلًا، أي في الجهة المعروفة عند الجغرافيين بالشمال الشرقي.
ولا يتأتى ذلك إذا كان الباب في غير هذه الجهة، لأن أشعة الشمس في جميع الجهات الأخرى تصل إلى أعماقه وتستمر مدة أطول من التزاور سواء أكان الكهف على مدار السرطان أو الجدي أو خط الاستواء، علاوة على القطبين الشمالي والجنوبي، وصورة الخريطة توضح ذلك، وتقرب الصورة لغير المتأمل للحروف والكلمات١، لذلك كان خاتمة التصوير القرآني بما يثير العجب في قوله تعالى: ﴿ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّه﴾، أي من عجائب قدرته ودلائل إعجازه، حين وفق أولياءه لهذا الموقع العادي الذي اجتمعت فيه خصائص الموقع المنيع إلى حدِّ الإعجاز في التصوير القرآني كرامة لأصحاب الكهف أولياء الله الصالحين: ﴿مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِدًا﴾.