وفي أطوار تالية من الحضارة البشرية، اخترعت الساعات التي تعتمد على دوران عقرب الساعات وعقرب الدقائق ميكانيكيًّا. ثم طورت الساعات لتعمل كهربائيًا. ثم أصبح تحديد الوقت يتم بدقة بالغة بالاستعانة بالموجات الأثيرية والأقمار الصناعية.
وقد تعارف أهل الأرض على تقسيم اليوم "نهار وليل" إلى أربع وعشرين ساعة، وتعارفوا على تقسيم الساعة إلى ٦٠ دقيقة، وعلى تقسيم الدقيقة إلى ٦٠ ثانية، وعلى تقسيم الثانية إلى ٦٠ ثالثة.
واليوم الذي يعرفه البشر هو اليوم الذي يشعرون به، وهم على سطح الأرض حين يتعاقب الليل والنهار، واليوم الأرضي بالاصطلاح الفلكي: هو الفترة المحصورة بين عبورين متتاليين لنقطة بالذات على سطح الكرة الأرضية، وهي اليوم النجمي.
وقد تضمن القرآن الكريم آيات فيها ذكر يوم، أو أيام بحساب أهل الأرض.
﴿قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ كَمْ لَبِثْتُمْ قَالُوا لَبِثْنَا يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ﴾ [الكهف: ١٩].
﴿فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ﴾ [البقرة: ١٩٦].
وهناك أيام لا تخضع لحساب أهل الأرض، فهي أيام قدرها الحق سبحانه وتعالى وحده حين خلق السموات والأرض، لذلك فلا يجوز الخوض في تفسيرها.
﴿الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ﴾ [الفرقان: ٥٩].
﴿ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ﴾ [السجدة: ٥].
﴿تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ﴾ [المعارج: ٤].
السنة والشهر: هناك علاقة عددية تربط ما بين السنة والشهور، وقد أوضحها الله سبحانه وتعالى حين قال:
﴿إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللَّهِ﴾ [التوبة: ٣٦].
وتحسب السنة إما حسب الدورات القمرية "وهي السنة القمرية"، أو حسب دورة الكرة الأرضية حول الشمس وهي السنة الشمسية.


الصفحة التالية
Icon