يستحدثه من لهب النار، ولقد رأى موسى النار وذهب إلى مصدرها للحصول على قبس منها:
﴿وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى، إِذْ رَأى نَاراً فَقَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَاراً لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْهَا بِقَبَسٍ أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدىً﴾ [طه: ٩-١٠].
والواقع أن الإنسان لم يدرك مصدرًا للضياء يستطيع أن يصطنعه بنفسه غير النار، إلا في القرن التاسع عشر الميلادي حينما اكتشف الكهرباء.. فاخترعت المولدات الكهربائية التي تطلق تيارًا كهربائيًّا يمكن استخدامه في عدد من المنافع، ومن ضمن هذه الاستخدامات:
الإضاءة الكهربائية، وأبسط صورها المصباح الذي يتكون من قارورة، أو أنبوبة زجاجية بداخلها ذبالة "سلك" من فلز بطيء التأكسد، والمصباح محكم الإغلاق، ومفرغ من الهواء لمنع تأكسد ما به من فلز الذبالة، فعند إمرار تيار كهبائي مناسب في هذه الذبالة تقاوم التيار الكهربي، وتتوهج فينبعث منها الضوء دون أن تحترق، أو تفقد شيئًا من مادتها أو يتغير تركيبها الكيميائي.
الله نور السموات والأرض:
سبحان الله العظيم الذي شاء كرمه ورحمته بعباده أن يقرّب إلى إدراك العبد المؤمن العادي الوسط في علمه، وفي قدرته على استيعاب البدهيات والمحسوسات، كيف أن الله نور السموات والأرض، فيعطيه مثلًا محسوسًا بسيطًا لا تعقيد فيه:
﴿اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ﴾ [النور: ٣٥].