ومن وجهة نظر علوم الأرض، فيهمنا أن نبرز حقيقة احتياج النبات إلى التربة المناسبة، وإلى ماء الري المناسب "بجانب ماء المطر".
فما هي التربة المناسبة لنمو النبات؟
إن الصخر الأصم لا يصلح للإنبات.
وفي كل مرة يذكر النبات والزرع، والثمر في القرآن الكريم يذكر معها لفظ "الأرض" بمعنى أنها مجال نمو النبات، أما لفظ "التراب"، فقد ذكر في القرآن الكريم بمعنى المادة التي خلق منها الإنسان، والمادة التي يرجع إليها رفات الإنسان بعد موته وتحلله.
﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ إِذَا أَنْتُمْ بَشَرٌ تَنْتَشِرُونَ﴾ [الروم: ٢٠].
﴿قَالُوا أَإِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَاباً وَعِظَاماً أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ﴾ [المؤمنون: ٨٢].
وفي آية واحدة فقط جاء ذكر "تراب" في القرآن الكريم في غير هذا المعنى:
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى كَالَّذِي يُنْفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ وَلا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْداً لا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ﴾ [البقرة: ٢٦٤].
والصفوان هو الحجر الأملس الذي أزيلت من عليه التربة، فهو لا يصلح للزراعة.
والإنسان المعاصر يستخدم لفظ "التربة soil" في مجال الزراعة بمفهوم محدد، فالتربة الزراعية هي المادة الأرضية المفككة إلى حبيبات غير متماسكة التي يستطيع النبات أن ينمو فيها بأن تتخللها جذوره حيث يحصل منها على غذائه ومائه.
أما التركيب المعدني للتربة فيعتمد على تركيب الصخور التي تفتتت عنها، وقد


الصفحة التالية
Icon