القاسية، وفي القرآن الكريم ذكر لذلك الطين المحروق الذي يمكن أن تبنى منه الصروح الشامخة، وذلك في قصة موسى عليه السلام حينما أمر فرعون هامان أن يبني له صرحًا:
﴿وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَلْ لِي صَرْحاً لَعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ﴾ [القصص: ٣٨].
﴿وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحاً لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ، أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ كَاذِباً وَكَذَلِكَ زُيِّنَ لِفِرْعَوْنَ سُوءُ عَمَلِهِ وَصُدَّ عَنِ السَّبِيلِ وَمَا كَيْدُ فِرْعَوْنَ إِلَّا فِي تَبَابٍ﴾ [غافر: ٣٦-٣٧].
وكان عرب الحجاز وعسير يستخدمون صخور الحرّات "ومعظمها بازلتية" كأحجار للرحى، وأحجار للمسنّ لقساوتها.
وقد عرفت البشرية حفر الأنفاق في مدنيات كثيرة سبقت ظهور الإسلام بقرون عديدة استخدمت هذه المدنيات حفر الأنفاق لأغراض شتى، منها غرض الوصول إلى مصادر للماء أو نقله من مكان لآخر، ومنها غرض توصيل مياه الري من مكان لآخر، ومنها غرض دفن الموتى، ومنها أغراض حربية متنوعة، ومنها غرض نقل الناس والمتاع، ونعاصر حاليًا إتمام أكبر نفق شهده التاريخ القديم والحديث، وهو النفق الذي يصل الساحلين الفرنسي والبريطاني، والذي حفر تحت صخور قاع البحر.
ومن أهم أغراض حفر الأنفاق: "التعدين" لاستخراج ما تحت السطح من خامات تعدينية.
وحفر الأنفاق من الأعمال الشاقة، وكان العمل يعتمد على الجهد اليدوي


الصفحة التالية
Icon