﴿هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ﴾ [الفرقان: ٥٣].
﴿هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ سَائِغٌ شَرَابُهُ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ﴾ [فاطر: ١٢].
وملح الطعام معروف وجوده في شبه الجزيرة العربية منذ ما قبل الإسلام بآماد طويلة، يستخرجه الناس ويتاجرون فيه وينقلونه مسافات طويلة، كان يستخرج من سبخات "ملاحات" على حواف البحار شرق وغرب وجنوب شبه الجزيرة العربية، وكان الملح الصخري يقتطع كما تقتطع الأحجار من المقالع، ومن مواضع الملح الصخري، جبل الملح بمنطقة مأرب شرق اليمن، وعدة مواقع على امتداد ساحل البحر الأحمر فيما بين جيزان والحديدة، وفي بعض الجزر المقابلة لهذا الساحل، وأهمها جزيرة فرسان وجزيرة قمران١.
وقيل: إن الرسول محمد -صلى الله عليه وسلم- قد أقطع "الأبيض بن جمال" جبل الملح في بلاد مأرب، وقيل: إنه ملح صاف كالبلّور٢.
الطلق: ذكر رواة تاريخ العرب في الجاهلية أنه كانت هناك صناعة لنحت نوع خاص من الحجارة لإنتاج قدور للطبخ عرفت باسم "البُرمة"، ولعل البرمة قد نحتت من حجر الطلق أو من السرينتين الطلقي الذي نعرف له صفات خاصة في تحمل الحرارة العالية، وقد عرف هذا الحجر في أنحاء العالم العربي بحجر البرام، وما زال يُعرف بهذه التسمية إلى وقتنا هذا.

١ يمكن مراجعة مشورات المساحة الجيولوجية للمملكة العربية السعودية، ومنشورات المساحة الجيولوجية لجمهورية اليمن.
٢ جواد علي: تاريخ العرب قبل الإسلام -ص٥٢٢.


الصفحة التالية
Icon