ومن الحديد تصنع المقامع التي تستخدم في الآخرة، في صدّ أهل النار عن الخروج منها:
﴿وَلَهُمْ مَقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ﴾ [الحج: ٢١].
استخراج الفلزات من مناجمها وتصنيعها:
حينما أوحى الله القرآن الكريم إلى نبيه محمد -صلى الله عليه وسلم- كان العالم قد وصل إلى مرحلة من المعرفة في كيفية استخراج عدد من خامات الفلزات ومعالجتها، واستخلاص المفيد منها وتصنيعها، وقد اصطلح قديمًا على تسمية مكان استخراج الخامات "بالمعدن"، وفي وقتنا الحاضر نستخدم لفظ "المنجم" و"المحجر".
كان هناك نشاط تعديني وقت الرسول الكريم، والأرجح أنه كان نشاطًا محدودًا.
روي عن ابن عباس أنه قال: أقطع النبي -صلى الله عليه وسلم- بلال بن الحارث المزني معادن القبلية جلسيها "المرتفع من الأرض" وغوريها، ومن معادن "مناجم" تلك المنطقة منجم الذهب، وهو المنجم الذي كان لبني سليم فعرف باسمهم، وقيل له: "معدن بن سليم" وهو ضمن ما أقطعه الرسول الكريم لبلال بن الحارث١.
وقد سبق ذكر جبل الملح في بلاد مأرب الذي أقطعه الرسول الكريم "الأبيض بن جمال".
إذن فقد عرف استخراج الخام من باطن الأرض بحفر الصخر بآبار عمودية وممرات أفقية تحت الأرض، وهي أعمال فيها من الخطورة ما فيها.

١ سيد سابق: فقه السنة: المجلد الثاني-ص١٧٣.


الصفحة التالية
Icon