وخاصة تلك المكونات الصخرية دقيقة الحبيبات التي تبقى معلقة في ماء السيول، وعلى سطحها وهي التي تعرف بزبد السيول.
فالسيول هكذا تكون عاملًا في فرز ما ينفع الناس من مركبات الفلزات التي تبقى بسبب ثقلها ساكنة على سطح الوادي، وبهذا يمكن جمعها والاستفادة منها، والعلم الحديث يسمى ما يمكن جمعه، واستغلاله من مثل تلك الخامات المفيدة بخامات الوديان alluvial deposits.
وحينما تدخل خامات الفلزات أفران الصهر لاستخلاص الفلز نقيًّا، تصل درجات الحرارة إلى ما يجعل هذه الخامات تنصهر مع ما يضاف إليها من مواد تساعد على الصهر وعلى الاستخلاص، ويبقى الفلز النقي في قاع الأفران، أما نواتج التفاعل مع ما أضيف من مواد، فتطفو على سطح صهير الفلز النقي كمادة زجاجية هي الزَّبد، ويطلق على هذا الزبد في العلم الحديث اسم الخبث Slag.
كذلك الحق مثله كمثل مركبات الفلزات المفيدة التي تبقى لثقلها على قاع الوادي، ومثله كمثل الفلزات النقية تبقى في قاع الأفران، وهي جميعًا تنفع الناس.
أما الباطل فهو كالزبد لا فائدة منه ويطفو على السطح، ويمكن إزالته والتخلص منه.
وقد عرف الناس الكير الذي يستخدم لتنقية الفلزات بالحرارة والطرق.
روي عن عبد الله بن مسعود، أن رسول الله -صلى اله عليه وسلم- قال: "تابعوا بين الحج والعمرة، فإنهما ينقيان الفقر والذنوب، كما ينقي الكير خبث الحديد والذهب والفضة، وليس للحجة المبرورة ثواب إلا الجنة".


الصفحة التالية
Icon