ومما يسترعي الانتباه وجود أملاح السليكون الذائبة بمثل هذه الوفرة التي يبينها الجدول، وفي البحار أنواع من الأحياء الدقيقة تتخذ أصدافها من السليكا التي مصدرها أملاح السليكون الذائبة، تلك هي حيوانات الدياتوم التي قد تكثر تحت ظروف جيولوجية معينة في مكان بذاته، ويتخلف عن بقاياها طبقة رسوبية هي الدياتوميت، قد تزيد نسبة السليكا بها عن ٩٠%.
ويحتوي ماء البحار والمحيطات على عناصر بنسب منخفضة، ولكنها هامة، وترجع تلك الأهمية إلى قدرة بعض الأحياء المائية على امتصاصها وإدخالها في تركيبها بطريقة تفصيلية عن عناصر أخرى، ومن أمثلة ذلك عنصر الفوسفور الذي يوجد في المياه المالحة بنسبة تركيز ٠. ٠٧ جزء من المليون، وتحتاج أنواع معينة من الأسماك وما إليها من أحياء مائية إلى الفوسفور لبناء عظامها، وحيث تكثر هذه الحيوانات تحت ظروف جيولوجية معينة، تترسب بقاياها في طبقات من صخور الفوسفات "ذات الأصل العضوي" التي تكون لها أهمية اقتصادية، وعنصر اليود من العناصر المنخفضة التركيز في المياه المالحة، إلا أن أنواعا معينة من النباتات والأعشاب البحرية لها القدرة على اصطياد، وتثبيت نسبة عالية من مركبات اليود في أجسامها، واليود المستخرج من هذه النباتات مصدر هام لهذا العنصر.
ومن العناصر التي توجد في مياه المحيطات بنسبة منخفضة جدا عنصر اليورانيوم الذي يبلغ تركيزه ٠. ٠٠٣ جزء في المليون، إلا أن هذه النسبة تعني كمية قدرها ٤. ٥ بليون طن، وتحتوي صخور الفوسفات الرسوبية دائما على نسبة من أملاح اليورانيوم، ويمكن الاستفادة من هذا المصدر أحيانا للحصول على اليورانيوم بعائد اقتصادي، فمياه المحيطات والبحار مخزن هائل للأملاح الذائبة.


الصفحة التالية
Icon