شمر بن حمدويه والحسن بن سفيان، حدّثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدّثنا الفضل بن دكين، حدّثنا بشير بن المهاجرة، حدّثنا عبد الله بن يزيد عن أبيه قال: كنت عند النبي صلّى الله عليه وسلّم فسمعته يقول: «إنّ القرآن يأتي صاحبه يوم القيامة حين ينفلق عنه قبره كالرجل الشاحب فيقول له: هل تعرفني؟
فيقول: ما أعرفك. فيقول: أنا صاحبك القرآن الذي أظمأتك في الهواجر، وأسهرت ليلك، وإن كلّ تاجر من وراء تجارته فإنك اليوم من وراء كل تجارة» «١» [٢].
قال: «فيعطى الملك بيمينه والخلد بشماله، ويوضع على رأسه تاج الوقار، ويكسي والديه حلتين لا يقوم لهما الدنيا، فيقولان: بم كسينا هذا؟ فيقال لهما: بأخذ ولدكما القرآن، ثم يقال له: اقرأ واصعد في درج الجنة وغرفها. فهو في صعود ما دام يقرأ هذّا كان أو ترتيلا» «٢» [٣].
وقال معاذ بن جبل: كنت في سفر مع النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فقلت: يا رسول الله، حدّثنا بحديث ننتفع به، فقال: «إن أردت عيش السعداء، وميتة الشهداء، والنجاة يوم الحشر، والأمن يوم الخوف والنور يوم الظلمات والظل يوم الحرور، والري يوم العطش والوزن يوم الخفّة والهدى يوم الضلالة، فادرس القرآن فإنه ذكر الرّحمن، وحرز من الشيطان، ورجحان في الميزان» «٣» [٤].
باب [علم القرآن] والترتيب فيه:
حدّثنا أبو القاسم الحسن بن محمد بن الحسين النيسابوري لفظا: حدّثنا أبو جعفر محمد بن إبراهيم بن عبدان بن حبلة، نا أبو فراس محمد بن جمعة، حدّثنا محمد بن زينون المكّي، حدّثنا حمّاد بن سلمة عن عطاء بن السائب عن أبي عبد الرّحمن السلمي قال: حدثني الذين كانوا يقرءوننا عن عثمان بن عفّان (رضي الله عنه)، وعبد الله بن مسعود، وأبي بن كعب أن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم كان يقرئهم عشر آيات فلا يأخذون في العشر الأخرى حتى يعلموا ما في هذه من العلم والعمل، قال: فتعلّموا القرآن والعلم «٤» جميعا «٥».
وحدّثنا الحسن بن محمد: أخبرنا أبو زكريا يحيى بن محمد بن عبد الله العنبري، أخبرنا محمد بن عبد السلام الورّاق، حدّثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، حدّثنا جرير عن الأشعث عن جعفر عن سعيد بن جبير قال: قال ابن عباس: «ما من قرأ القرآن ولم يعلم تفسيره إلّا بمنزلة الأعرابي يقرأ ولا يدري ما هو».
وأخبرنا الحسن بن محمد، حدثني أبي: حدّثنا إبراهيم بن علي الذهلي، حدّثنا يزيد بن
(٢) سنن الدارمي: ٢/ ٤٥١. [.....]
(٣) كنز العمال: ١/ ٥٤٥.
(٤) في المصادر: العلم والعمل.
(٥) الدر المنثور: ١/ ٣٤٩، ومسند أحمد: ٥/ ٤١٠.