و: (أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ) «١»، فإذا حذفت، حيث لم يقع من حذفها عوض، كان حذفها هنا أجدر، لذكر «لو» فإذا كانت «لو» زائدة كان الفعل الواقع بعده في موضع المفعول، كما كان «ألهو» فيما أنشده أبو زيد من قوله:
وقالوا ما تشاء فقلت ألهو
واقعاً موقع المفعول، وهو فعل مشابه له.
ويدل على زيادة «لو» في هذا الموضع أنها تحذف بعد «وددت» فيقع الاسم بعده في موضع نصب.
فإذا صار دخولها وخروجها في المعنى واحداً كان كدخول «من» ونحوه، في نحو: ما جاءني من أحد.
وذلك نحو قوله تعالى: (وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ) «٢». فهذا في المعنى كقوله: (يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي) «٣»، فهذا يدل على زيادة «لو».
فإن قلت: ما ننكر أن يكون الفعل معلقاً، لأنه قد وقع بعده «أن» الثقيلة في نحو: (وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ) «٤»

(١) الزمر: ٦٤.
(٤- ٢) الأنفال: ٧.
(٣) المعارج: ١١.


الصفحة التالية
Icon