واعترض عليه في زعمه أنه لم يصنف غير هذا الكتاب بأن له تصانيف كثيرة، والله أعلم.
الثانية: موضوع أصل هذا الكتاب تفسير غريب القرآن. ولا شك أن الغريب يقابله المشهور، وهما أمران نسبيان فرب لفظ يكون غريبا عند شخص مشهور عند آخر، وعذر العزيري- رحمه الله- في تركه تفسير ألفاظ كثيرة غريبة وتعرضه لتفسير ألفاظ مشهورة هو هذا.
الثالثة: أنه قد جاوز موضوع الكتاب إلى ذكر معان تفسيرية وغيرها فحذونا حذوه في كثير من الزيادات وهذا قد يعاب باعتبار الخروج عن موضوع التصنيف ولا يعاب باعتبار الفائدة في الجملة.
الرابعة: لعلك تكشف فيما عملته من غريب سورة فلا تجده في تلك السورة، فهو إما مهمل لعدم غرابته، وإما مذكور في سورة أخرى سابقة وهو الغالب أو في سورة [٧٦/ ب] لاحقة فيعين الناظر فيه قوة حفظه القرآن حتى يستحضر السورة السابقة أو اللاحقة التي شاركت تلك السورة في غريبها فيطلبه منها.
فإن قلت: فالحاجة إلى الكشف التي جعلتها الباعثة على تهذيب الكتاب لم تنتف إذا قلت: نعم لكنها خفت وكانت تنتهي لو نبه في كل سورة عند السكوت على تفسير باقي غريبها على مواضع ذكرها السابقة، لكن تركت ذلك لإمكان الطول وبالله المستعان.
وليكن هذا آخر الكتاب ولله الحمد والمنة. سبحانك لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك لك الحمد حتى ترضى وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
قال مؤلفه رحمه الله ورضي عنه، وأعاد علينا وعلى المسلمين من بركته: كان الفراغ من تعليقه على يد مؤلفه الفقير إلى الله تعالى: أحمد بن محمد الهائم- عفا الله عنه- في اليوم الرابع والعشرين من شوال المبارك سنة ثمان وثمان مائة بالمسجد الأقصى الشريف، وفرغ من كتابة هذه النسخة أفقر عبيد الله- تعالى- وأحوجهم إلى رحمته: علي بن عاشور بن عبد الكريم بن محمد بن رجب بن محمد البرلسي أصلا الاتكاوي مولدا الحسيني نسبا، الشافعي مذهبا، الأشعري اعتقادا- أصلح الله،