٩٧- الْحَقُّ [٢٦] : الثابت الذي لا يسوغ إنكاره. والباطل مقابله وهو المضمحلّ الزائل.
٩٨- أَرادَ [٢٦] الإرادة نقيضة الكراهة، مصدر أردت الشيء: طلبته. وقيل:
الإرادة: المشيئة. والمشهور ترادفهما، فهي صفة مخصّصة لأحد طرفي الممكن بما هو جائز عليه من وجود أو عدم أو هيئة دون هيئة أو حالة دون حالة أو زمان دون زمان، وجمع ما يمكن أن يتصف به الممكن بدلا من خلافه أو ضدّه أو نقيضه أو مثله، غير أنها في الشاهد لا يجب لها حصول مرادها، وفي حق الله- تعالي- يجب لها ذلك لأنها في الشاهد عرض مخلوق مصرّف بالقدرة الإلهية، والمشيئة الربّانية هي مرادها. وفي حق الله- تعالى- معنى ليس بعرض واجب الوجود متعلّقة لذاتها أزليّة أبديّة واجبة النّفوذ بما تعلّقت به.
٩٩- كَثِيراً [٢٦] : هو ضد القليل.
١٠٠- الْفاسِقِينَ [٢٦] : الخارجين عن أمر الله عز وجل، وقوله: فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ «١» أي خرج عنه. وكلّ خارج عن أمر الله فهو فاسق. فأعظم الفسق:
الشّرك بالله، ثم ما أدّى إلى معاصيه «٢»، وحكي عن العرب: فسقت الرّطبة، إذا خرجت من قشرها (زه).
وقيل: الفاسق شرعا: الخارج عن الحقّ، وجاء في مضارعه الضّمّ والكسر، قال ابن الأعرابيّ «٣» :«لم يسمع قطّ في كلام الجاهلية ولا في شعرهم فاسق، قال:
وهذا عجيب وهو كلام عربيّ»
«٤».
قلت: قال القرطبي: قد ذكر ابن الأنباريّ «٥» في «الزاهر» لما تكلّم على

(١) سورة الكهف، الآية ٥٠.
(٢) الذي في مطبوع النزهة ١٥٠ وطلعت ٥٠/ أو منصور ٣٠/ أ: «ثم أدنى معاصيه».
(٣) هو أبو عبد الله محمد بن زياد المعروف بابن الأعرابي: نحويّ عالم باللغة والشعر، سمع من المفضل الضّبيّ دواوين الشعراء وصححها عليه. من مؤلفاته: النوادر، والخيل. (مقدمة تهذيب اللغة للأزهري ٢٠، وبغية الوعاة ١/ ١٠٥، ١٠٦).
(٤) نص ابن الأعرابي في الصحاح واللسان مادة (فسق)، وفيهما «عجب» بدل «عجيب».
(٥) هو أبو بكر محمد بن القاسم بن محمد بن بشار الأنباري، ولد ببغداد سنة ٢٧١ هـ، وأخذ عن أبيه وثعلب. برع في اللغة والنحو والأدب والتفسير. من مؤلفاته: الأضداد، والزاهر في معاني الكلمات التي يستعملها الناس في صلاتهم ودعاتهم وتسبيحهم، والسبع الطوال، وشرح المفضليات، والمذكر والمؤنث. (مقدمة محقق الأضداد لابن الأنباري للأستاذ محمد أبو الفضل، وانظر: تاريخ الإسلام للذهبي ٩/ ٣٤٥، ٣٤٦، ومعجم الأدباء ١٩/ ٣٠٦- ٣١٣، وإنباه الرواة ٣/ ٢٠١- ٢٠٨).


الصفحة التالية
Icon