[٨/ ب] عليه وسلم «١».
١٢٦- الظَّالِمِينَ [٣٥] الظّلم: وضع الشّيء في غير موضعه، ومنه قولهم:
«من أشبه أباه فما ظلم»
«٢» أي فما وضع الشيء في غير موضعه (زه). هذا أصله ثم يطلق على الشّرك وعلى الجحد وعلى النّقص.
والمظلومة: الأرض التي لم تمطر، ومعناه راجع إلى النّقص.
١٢٧- فَأَزَلَّهُمَا [٣٦] : أي استزلّهما، يقال: أزللته فزلّ، وأزالهما «٣» :
نحّاهما، يقال: أزلته فزال (زه) قوله: أي استزلهما، يعني أنه من باب ورود أفعل بمعنى استفعل، وإلا فمادّتهما واحدة ومن جهل أحدهما جهل الآخر. وأزلّ وأزال من مادّتين مختلفتين لأن «أزلّ» من المضاعف، وهو من الزّلل. والزّلل: عثور القدم. ويقال: زلّت قدمه وزلّت به. والزّلل في الرّأي والنّظر مجاز. و «أزال» من الأجوف وهو من الزّوال، وأصله التّنحية. والهمزة في كلا الفعلين للتّعدية، وأفاد أن «أزلّ» و «أزال» مطاوعان، وأن مطاوع «أزلّ» «زال» ومطاوع «أزال» «زال». ويقال: زال يزول، وزال يزال ويزيل والمعاني مختلفة.
والأول: تامّ قاصر ومعناه الانتقال ومنه: إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولا «٤».
والثاني: ناقص، ومعناه منفيّ، ولذلك إذا دخل عليه النّافي كان معناه الإثبات، نحو: ما زال زيد عالما.

(١) مفاتيح الغيب ١/ ٣٠٦، ٣٠٧.
(٢) الأمثال لأبي عبيد ١٤٥، ٢٦٠، ومجمع الأمثال ٢/ ٣٠٠. وقد ورد المثل في كتب النحو شاهدا على مجيء «أبو» بحذف الواو والألف والياء وإعرابه بالحركات الثلاث الظاهرة على الباء. وروايته في شرح ابن عقيل ١/ ٥٠ مع مشطور قبله:
بأبه اقتدى عديّ في الكرم ومن يشابه أبه فما ظلم
وعزاه الجرجاوي في شرح شواهد ابن عقيل ٦ لرؤبة ولم أجده في ديوانه.
(٣) قرأ بها من العشرة حمزة، وقرأ الباقون فَأَزَلَّهُمَا. (المبسوط ١١٦).
(٤) سورة فاطر، الآية ٤١. [.....]


الصفحة التالية
Icon