العشير ويكفرن الإحسان» «١». وروى مسلم والنسائي هذا الحديث عن جابر ببعض المغايرة حيث روى جابر أن النبي صلّى الله عليه وسلّم بعد أن قضى صلاة الكسوف قال لأصحابه: «ما من شيء توعدونه إلّا قد رأيته في صلاتي هذه. لقد جيء بالنار وذلكم حين رأيتموني تأخرت مخافة أن يصيبني من لفحها، وحتى رأيت فيها صاحب المحجن يجرّ قصبه في النار كان يسرق الحاجّ بمحجنه فإن فطن له قال إنما تعلّق بمحجني وإن غفل عنه ذهب به وحتّى رأيت فيها صاحبة الهرة التي ربطتها فلم تطعمها ولم تدعها تأكل من حشاش الأرض حتى ماتت جوعا. ثم جيء بالجنة وذلكم حين رأيتموني تقدمت حتى قمت مقامي هذا، ولقد مددت يدي وأنا أريد أن أتناول من ثمرها لتنظروا إليه. ثم بدا لي أن لا أفعل فما من شيء توعدونه إلّا قد رأيته في صلاتي هذه» «٢». وروى الشيخان والنسائي عن أسماء حديثا فيه مشهد روحاني آخر في اليقظة قالت: «إنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم حمد الله وأثنى عليه ثم قال ما من شيء لم أكن أريته إلّا رأيته في مقامي هذا حتى الجنة والنار فأوحي إليّ أنكم تفتنون في قبوركم مثل أو قريبا من فتنة المسيح الدجال. يقال ما علمك بهذا الرجل فأما المؤمن فيقول هو محمد رسول الله جاءنا بالبينات والهدى فأجبناه واتبعناه هو محمد ثلاثا فيقال نم صالحا فقد علمنا إن كنت لموقنا به وأما المنافق أو المرتاب فيقول لا أدري سمعت الناس يقولون شيئا فقلته» «٣». وبين هذه الأحاديث التي يتبادر أن من الحكمة التي توخاها النبي صلّى الله عليه وسلّم في قصة فيها ما رآه من رؤاه المنامية كما هو ملموح فيها قصد الإنذار والترهيب والبشرى والترغيب والحث على الأعمال الصالحة والتزام ما أمر الله والتحذير من المخالفة والانحراف نحو ما نهى الله عنه من أفعال وتصرفات وبين ما ذكرته بعض الأحاديث عن مشاهدات النبي صلّى الله عليه وسلّم في إسرائه وبخاصة في معراجه من تماثل عجيب يدعم فيما

(١) التاج ج ١ ص ٢٧٩.
(٢) المصدر نفسه ص ٢٧٩- ٢٨٠.
(٣) المصدر نفسه ص ٢٣٩. [.....]


الصفحة التالية
Icon