ربنا خالق كل شىء، ومدبر كل شىء.. فهل لك يا فرعون فى هذه المخلوقات من خلقته ودبرت أمره؟
إن الرب الخليق بهذا الاسم، الجدير بهذا الوصف، هو من يخلق، ويرزق، ويحيى، ويميت.. فمن خلقت يا فرعون؟ ومن أحييت؟
- وقوله: «أَعْطى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ» أي خلق كل مخلوق على الصورة التي بها يستقيم وجوده.. فكل شىء مخلوق بتقدير، وحساب..
- وقوله: «ثُمَّ هَدى» هو من تمام الخلق، حيث أودع الخالق العظيم، فى كل مخلوق، ما يتهدّى به إلى حفظ ذاته، وبقاء نوعه..
وهذا دليل على أن كل مخلوق- صغر أو كبر- هو عالم بذاته، فى تقدير الله سبحانه وتعالى، وتصويره له، وقيامه على أمره..
وقد وجم فرعون لهذا الجواب المفحم.. فأدار الحديث إلى وجه آخر..
«قالَ فَما بالُ الْقُرُونِ الْأُولى» ؟..
ولم القرون الأولى؟ وهل فرعت يا فرعون من النظر فى نفسك، وفيمن حولك، وما حولك؟
إنها مماحكة، يراد بها التضليل، والتمويه على من حوله.. ليروا منه أنه قد أخذ بقول موسى، وبوصفه لربه.. وحتى لكأن هذا الوصف ينطبق عليه هو.. وإذن فلا خلاف!! ويجيب موسى على هذا السؤال المماحك:
«قالَ عِلْمُها عِنْدَ رَبِّي.. فِي كِتابٍ.. لا يَضِلُّ رَبِّي وَلا يَنْسى»..


الصفحة التالية
Icon