يحصل فى الوجود لزيادتها بعد الواو فى الأفعال، نحو: (يرجو)، و (يدعو)، وذلك لأن الفعل أثقل من الاسم فى الوجود، والواو أثقل حروف المد، واللين، والضمة أثقل الحركات، والمتحرك أثقل من الساكن، فزيدت الألف تنبيها على ثقل الجملة، وإذا زيدت مع الواو التى هى لام الفعل، فمع الواو التى هى ضمير الفاعلين أولى، لأن الكلمة جملة، مثل: (قالوا) و (عصوا)، إلا أن يكون الفعل مضارعا وفيه النون علامة الرفع، فتختص الواو بالنون، التى هى من جهة ثمام الفعل، إذ هى إعرابه، فيصير ككلمة واحدة وسطها واو، كالعيون والسكون، فإن دخل ناصب أو جازم، مثل: فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا البقرة: ٢٤، أثبتت الألف.
٣- ومن زيادتها وسطا، وهذه تكون لمعنى فى نفس الكلمة ظاهرا، مثل: (وجاىء يومئذ بجهنم) الفجر: ٢٣، فقد زيدت الألف دليلا على أن هذا المجىء هو بصفة من الظهور ينفصل بها معهود المجىء، وقد عبر عنه بالماضى، ولا يتصور إلا بعلامة من غيره ليس مثله، فيستوى فى علمنا ملكها وملكوتها فى ذلك المجىء، هذا بخلاف حال وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَداءِ الزمر: ٦٩، حيث لم تكتب الألف، لأنه على المعروف فى الدنيا.
(ب) زيادة الواو:
زيدت للدلالة على ظهور معنى الكلمة فى الوجود، فى أعظم رتبة فى العيان.
وهذا مثل قوله تعالى: سَأُرِيكُمْ دارَ الْفاسِقِينَ الأعراف: ١٤٥، وقوله تعالى:
سَأُرِيكُمْ آياتِي الأنبياء: ٣٧، وهذا يدل على أن الآيتين جائتا للتهديد والوعيد.


الصفحة التالية
Icon