وَيسجد الْجِبالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ: ظلهم حين تطلع الشمس وحين تزول إذا تحول ظل كل شيء فهو سجوده، «١» ثم قال- سبحانه-: وَيسجد كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ يعنى المؤمنين وَيسجد كَثِيرٌ ممن حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذابُ من كفار الإنس والجن سجودهم هو سجود ظلالهم «٢».
وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَما لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ ما يَشاءُ- ١٨- في خلقه فقرأ النبي- صلى الله عليه وسلم- هذه الآية فسجد لها هو وأصحابه- رضي الله عنهم- هذانِ خَصْمانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ نزلت في المؤمنين وأهل الكتاب» «٣» ثم بين ما أعد للخصمين، فقال: فَالَّذِينَ كَفَرُوا يعنى اليهود والنصارى قُطِّعَتْ لَهُمْ يعنى جعلت لهم ثِيابٌ مِنْ نارٍ يعني قمصا من نحاس من نار فيها تقديم يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُؤُسِهِمُ الْحَمِيمُ- ١٩- إذا ضربه الملك بالمقمعة ثقب رأسه ثم صب فيه الحميم الذي قد انتهى حره يُصْهَرُ يعنى يذاب بِهِ يعنى بالحميم ما فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ- ٢٠- يقول وتنضج الجلود وَلَهُمْ مَقامِعُ مِنْ حَدِيدٍ- ٢١- كُلَّما أَرادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْها مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيها وذلك إذا جاء جهنم ألقت الرجال في أعلى الأبواب فيريدون الخروج فتعيدهم الملائكة يعني الخزان فيها بالمقامع وتقول لهم الخزنة إذا ضربوهم بالمقامع «وَذُوقُوا» «٤» عَذابَ الْحَرِيقِ- ٢٢-

(١) فى ز، وفى أ، ل: نقص.
(٢) فى أ، ل: سجودهم ظلهم، ز: سجودهم ظلالهم.
(٣) أخرج ابن جرير من طريق العوفى عن ابن عباس أنها نزلت فى أهل الكتاب قالوا للمؤمنين:
نحن ولى بالله منكم، وأقدم كتابا ونبينا قبل نبيكم. فقال المؤمنون: نحن أحق بالله، آمنا بمحمد بينكم، وبما أنزل الله من كتاب، وأخرج ابن أبى حاتم عن قتادة مثله. وانظر لباب النقول سيوطى: ١٥١.
(٤) فى أ، ل، ز «ذوقوا».


الصفحة التالية
Icon