يعني النار ثم ذكر ما أعد الله- عز وجل- للمؤمنين، فقال- سبحانه-: إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ يقول تجري العيون من تحت البساتين يُحَلَّوْنَ فِيها مِنْ أَساوِرَ مِنْ ذَهَبٍ «وَلُؤْلُؤاً» «١» أي أساور من لؤلؤ وَلِباسُهُمْ فِيها حَرِيرٌ- ٢٣- مما يلي الجسد الحرير وأعلاه السندس والإستبرق وَهُدُوا فى الدنيا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ يعني التوحيد وهو قول لا إله إلا الله وحده لا شريك له، كقوله «... كَلِمَةً طَيِّبَةً «٢»... » يعنى التوحيد وَهُدُوا إِلى صِراطِ يعنى دين الإسلام الْحَمِيدِ- ٢٤- عند خلقه يحمده أولياؤه إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ يقول ويمنعون الناس عن دين الله- عز وجل- وَعن الْمَسْجِدِ الْحَرامِ الَّذِي جَعَلْناهُ لِلنَّاسِ سَواءً الْعاكِفُ فِيهِ يعني المقيم في الحرم وهم أهل مكة وَالْبادِ يعني من دخل مكة من غير أهلها وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحادٍ بِظُلْمٍ يقول من لجأ إلى الحرم يميل فيه بشرك نُذِقْهُ مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ- ٢٥- يعنى وجيعا نزلت في عبد الله بن أنس «٣» بن خطل القرشي من بنى تيم [٢٢ أ] ابن مرة وذلك أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- بعث عبد الله مع رجلين أحدهما مهاجر والآخر من الأنصار فافتخروا في الأنساب فغضب ابن خطل فقتل الأنصاري ثم هرب إلى مكة كافرا ورجع المهاجر إلى المدينة، فأمر النبي- صلى الله عليه

(١) فى أ، ل، ز: وأساور من (لؤلؤ).
(٢) سورة إبراهيم: ٢٤.
(٣) فى أ، ز: أنس، وفى لباب النقول للسيوطي ص ١٥١: أنيس.


الصفحة التالية
Icon