حدثنا عبيد اللَّهِ، قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي عَنِ الْهُذَيْلِ، عَنْ المسيب عن السدي» «١»، ومُقَاتِلٍ، عن حذيفة، أنه لما حان للخضر وموسى- عليهما السلام- أن يفترقا:
قال له الخضر: يا موسى، لو صبرت لأتيت على ألف عجيبة أعجب مما رأيت. قال: فبكى موسى على فراقه.
فقال موسى للخضر: أوصني يا نبي الله. قال له: الخضر يا موسى اجعل همك في معادك، ولا تخض فيما لا يعينك ولا تأمن الخوف في أمنك، ولا تيأس» «٢» من الأمن في خوفك، ولا تذر الإحسان في قدرتك، وتدبر الأمور في عاقبتك.
قال له موسى- عليه السلام- زدني رحمك الله.
قال له الخضر: إياك والإعجاب بنفسك، والتفريط فيما بقي من عمرك، «واحذر» «٣» من لا يغفل عنك. قال له موسى- صلى الله عليهما-: زدني رحمك الله.
قال له الخضر: إياك واللجاجة، ولا تمش في غير حاجة، ولا تضحك من غير عجب، ولا تعيرن أحدا من الخاطئين بخطاياهم بعد الندم، وابك على خطيئتك يا ابن عمران.
قال له موسى- صلى الله عليه وسلم- قد أبلغت في الوصية فأتم الله عليك نعمته، وغمرك في رحمته، وكلأك من عدوه.

(١) فى أ: عن المسيب بن سويك، وفى حاشية أ، كذا الكاف ظاهرة.
ولم يحتمل سويد ويحتمل ابن شريك إلا أن الواو ظاهرة.
وفى ل: عن المسيب عن الرتل ومقاتل عن نفيه، وجميع الأسانيد ليست فى ف، وفى ز:
إسناد فيه عن المسيب عن السدى.
(٢) فى أ: تأيس.
(٣) «ر احذر» : من ز، ولبست فى أ.


الصفحة التالية
Icon