ضرب بالنعال والأيدي والسعف فرجع النبي- صلى الله عليه وسلم- إليهم فأصلح بينهم، فأنزل الله- تعالى- «وَإِنْ طائِفَتانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ»
يعني الأوس والخزرج اقتتلوا. فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُما بكتاب الله- عز وجل- فإن كره بعضهم الصلح، قال الله: فَإِنْ بَغَتْ إِحْداهُما عَلَى الْأُخْرى ولم ترجع إلى الصلح فَقاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي بالسيف يعني التي لم ترجع حَتَّى تَفِيءَ إِلى أَمْرِ اللَّهِ يعنى حتى ترجع إلى الصلح الذي أمر فَإِنْ فاءَتْ يعني فإن رجعت إلى الصلح فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُما بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا يعنى وأعدلوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ- ٩- يعنى الذين يعدلون بين الناس، ثم قال: إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ [١٦٦ أ]. يعني الأوس والخزرج وَاتَّقُوا اللَّهَ ولا تعصوه، لما كان بينكم، قوله: لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ- ١٠- يعني لكي ترحموا فلا تعذبوا لما كان بينكم، قوله: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ يقول لا يستهزئ الرجل من أخيه، فيقول: إنك ردئ المعيشة، لئيم الحسب، وأشباه ذلك مما ينقصه به من أمر دنياه، ولعله خير منه عند الله- تعالى- فأما الذين استهزءوا فهم الذين نادوا النبي- صلى الله عليه وسلم- من وراء «الحجرات» «١» «وقد استهزءوا «٢» » من الموالي عمار ابن ياسر، وسلمان الفارسي، وبلال المؤذن، وخباب بن الأرت، وسالم مَوْلَى أَبِي حُذَيْفة، وعامر بن فهيرة، ونحوهم من الفقراء قال: «وإن سالم مولى أبي حذيفة كان معه راية المسلمين يوم اليمامة» «٣» فقالوا له: إنا نخشى عليك. فقال سالم: بئس
(٢) «استهزءوا» : فى أ، ف.
(٣) ما بين «... » ورد هكذا فى أ، ف.